للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خلتها إذ غربت في قغره ... شمسها أبقت بخديه شفق

أفرغ الماء عليها فحكت ... ذائب الإبريز أو ذوب ورق

إنْ مسك الليل قد أعقبه ... من سنى الإصباح كافور عبق

فكأن الفجر عين تفجرت ... وكأن الليل زنجي غرق

وكأن الأنجم الزهر مها ... راعه السرحان صبحا فاقترق

وقال في الزهد وهو غرض قد أكثر القول فيه والضارعة لباريه وراش أنواعه وبرى وجلب فنونه ومرى وذلك مما يدل على ورعه وصفاء منهله التقي ومشرعه فكثيرا ما يعلن به ويسر ويطلع على لسانه متمما ولا يستسر:

إلهي إني شاكر لك حامد ... وإني لساع في رضاك وجاهد

وإنك مهما زلت النعل بالفتى ... على العائد التواب بالعفو عائد

تباعد مجدا وانيت تعطفا ... وحلما فأنت المدني المتباعد

ومالي على شيء سواك معول ... إذا دهمتني المعضلات الشدائد

أغيرك أدعو لي إلها وخالقا ... وقد أوضح البرهان أنك واحد

وقدما دعا قوم سواك فلم يقم ... على ذاك برهان ولا لاح شاهد

وبالفلك الدوار قد ضل معشر ... وللنيرات السبع داع وساجد

وللعقل عباد وللنفس شيعة ... وكلهم عن منهج الحق حائد

وكيف يضل القصد ذو العلم والنهى ... ونهج الهدى من كان نحوك قاصد

<<  <  ج: ص:  >  >>