عجبت لأيام تداعت خطبها ... لتثلم من غربي وتقدح في وفري
ولم تدر أني في حمى الظافر الرضا ... أرد العدى عني بصمصامتي عمرو
حللت جنايا منه مدينة ظلاله ... علي وأعطاني أمانا من الدهر
جناب بكت فيه غمائم جوده ... فأضحكن روض المجد عن زهر الشكر
وكم نلت مذ أصبحت ألثم كفه ... بيمناه من يمن ويسراه من يسر
لدي ملك ما لاح ضوء جبينه ... بجنح الدجى إلاّ كفى مطلع البدر
ومتقد الآراء جال في الوغى ... بخاطره أغنى عن البيض والسمر
ولولا اضطرام البأس فيه غدا القنا ... براحته يهتز بالورق الخضر
أرى عابد الحمن رخمة من قست ... عليه الليالي أمن من ريع بالفقر
وكعبة آمال كثيرا حجيجها ... لها حرم فيه مشاعر للشعر
له من حجاه بالسماحة آمر ... ومن حلمه ناه عن اللغو والهجر
فتى لم يشمر قط إلاّ عنا له ... عاه وساق الحرب مسبلة الأزار
ولم يعترك بخل بميدان عدله ... وجدواه إلاّ فاز جدواه بالنصر
أبا عامر زلت للمجد عامرا ... فإنك وسطى العقد في عنق الفخر
وقمت العدا عني برأفة ماجد ... وغمر نوال سر إذ ساء ذا الغمر
وأوسعت نعمى ضقت ذرعا بحملها ... فإن خففت عمري لقد أثقلت ظهري
ولمّا ارتقت بي في سمائك همتي ... غذا أخمصي فوق النعائم والنسر
فحييت شمس الملك في فلك العلا ... وشمست سحاب الجود في بارق البشر
أيرجو ضلالا أنْ يناويك حاسد ... وقد حزت خصل السبق وهو على الإثر
وأرسى عبيد الله بيتك في العلا ... وطنبه بين السماكين والغفر