للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأصبحت كالمأمون تقنو سبيله ... كأنك موسى تقتفي أثر الخضر

وما علت صبرا حين قلدك العلا ... وجاء بأمر من بدائعه أمري

فلله ما شادوا وشدت من العلا ... ولله ما حازوا وما حزت من ذكر

نظمت شتيت الملك بالعدل والتقي ... وقمت بحق الله في السر والجهر

وجاءك صوم إثر فطر قضيته ... بحظين من سعد جزيل ومن أجر

وأدبر سقم عنك بشر جسمه ... بإقبال نعمى واتصال من العمر

سيملا شكرى كل قطر تحله ... بنشر ثناء عنك أذكى من العطر

وتبقى لكم بين الضلوع محبة ... ألاقي بها الرحمن في موقف الحشر

وكتب إلى ذي الوزارتين أبي عيسى بن لبون:

قم نصطبح من قهوة بكر ... حتى نرى صرعى من السكر

أنف تنساها الورى حتى ... لم تجر في بال ولا ذكر

فترى الدنان وما حوت منها ... كجوانح طويت على فكر

نفحت فقلت المسك أو ما قد ... أحيا أبو عيسى من الذكر

لا شيء يحكى طيبها إلاّ ... شيم عذاب منه أو شكري

ما زلت أخبر من محاسنه ... قدما بعرف ليس بالنكر

وأحن نحو لقائك طربا ... كالطير إذ جنت إلى وكر

فالآن شاهدت الذي يحكى ... ولقيت فيه الفضل للشكر

وكان أبو عيسى ممن رأس وما شف ووكف جوده وما كف وأعاد سوق البدائع نافقه ورفع الآمال راية من الندى خافقة وأوردهم منها جوده معينا وزف لهم من مبراته أبكار وعونا فلما بلغته قوله هذا وسمعه استنبله

<<  <  ج: ص:  >  >>