للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكم للصبا عندي يد لست جاحدا ... لها إنَّ كفران الأيادي جحودها

ليالي أسرى في ليالي غدائر ... كواكبها حليي المها وخدودها

وأهصر أغصان القدود فتنثني ... عليّ برمان النحور نهودها

فلله ليل بت فيه كأنني ... بوجرة أغتال المها وأصيدها

أبيح ثغورا كالثغور ودونها ... أسنة ألحاظ قناها قدودها

تشابه منها ما حوته مباسم ... عذاب ولبات يروق فريدها

فإن تك من تلك العقود ثغورها ... وإلاّ فمن تلك الثغور عقودها

وحمراء حلاها المزاج فخلتها ... عقيلة خدر زين بالبدر جيدها

بدت في دلاص من حباب وأشرعت ... سنان انسكاب والكئوس جنودها

فما برحت حتى كأن شروبها ... من السكر صرعى أنعستها حدودها

ترى شربها جنح الظلام كأنهم ... بها مصطلوا نار يشب وقودها

إذا أنكحوا من فضة الماء تبرها ... أتى اللؤلؤ المكنون وهو وليدها

كما أنكحوا البدلا استقامت سعوده ... هذيلا من الشمس استقامت سعودها

فجاءا بعبد الملك للملوك كوكبا ... ليحمي سماء المجد ممن يكيدهل

رمى جنة الأعداء لمّا سموا لها ... بشهب القنا حتى استشاط مريدها

حلفت بعليا عابدا الملك ذي الها ... وأيد له كالقطر جم عديدها

لئن كان قد أبلت هذيلا يد الدى ... فإن علاه ليس يبلى جديدها

وإنْ رفعت كفاه قبة مفخر ... فإنَّ قنا عبد الملك عمودها

فتى أحرز العليا، وحاز مدى الندى ... فما إنْ له من ريبة يستزيدها

<<  <  ج: ص:  >  >>