للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من النفر الشم الذي أكفهم ... غيوث ولكن الخواطر نيران

ليوث شرى ما زال منهم لدى الوغى ... هزير بيمناه من السحر ثعبان

وهل فوق ما فد شاد مقتدر لهم ... ومؤتمن بالله لقياه إيمان

ألا ليس فخري في الورى غير فخرهم ... وإلاّ فإنَّ الآخر زور وبهتان

فيا مستعينا مستعاناً لمن نبا ... به وطن يوما وعضته أزمان

كسوتك من نظمي قلائد مفخر ... يباهى بها جيد المعالي ويزدان

وإنْ قصرت عما لبس فربما ... تجاور در في النظام ومرجان

معان حكت غنج الحسان كأني ... بهن حبيب أو بطليوس بغدان

إذا غرست كفاك غرس مكارم ... بأرضي أجنتك الثنا منه أغصان

وكان عند وصوله إلى ابن رزين قد رفعه أرفع محل وأنزله منزلة أهل العقد والحل؛ وأطلعه في سمائه، وأقطعه ما شاء من نعمائه، وأورده أصفى مناهل مائه، وأخضره مع خواص ندمائه؛ وكانت دولته موقف البيان، ومقذف الأعيان؛ ومحصب جمار الآمال، وأعذب موارد الاجمال؛ لولا سطوته الباطشه، ونكباته البارية لسهام الرزء الرائشة؛ فقلما سلم منها مفاد الأموال، ولا أحمد عقباه معه صاحب ولا وال؛ فأحمد هو أوّل أمره معه، واستحسن مذهبه في جانبه ومنزعه؛ ولم يدر أنَّ بعد ذلك الشهد شرب علقم، وأنَّ السم تحت لسان ذلك الأرقم؛ فقال رحمه الله يمدحه:

عسى عطفة ممن جفاني يعيدها ... فتقضي لباناتي ويدنو بعيدها

فقد تعتب الأيام بعد عتابها ... ويمحى بوصل الغانيات صدودها

<<  <  ج: ص:  >  >>