ولي مقلة عبرى وبين جوانحي ... فؤاد إلى لقياكم الدهر حنان
تنكرت الدنيا لنا بعد بعدكم ... وحفت بنا من معضل الخطب ألوان
أناخت بنا في أرض شنت مريةٍ ... هواجس ظن خن والظن خوان
وشمنا بروقا للمواعيد أتعبت ... نواظرها دهراً، ولم يهم هتان
فسرنا وما نلوي على متعذر ... إذا وطن أقصاك آوتك أوطان
ولا زاد إلاّ ما انتشته من الصبا ... أنوف وحازته من الماء أجفان
رحلنا سوام الحمد عنها لغيرها ... فلا ماؤها صدا ولا النبت سعدان
إلى ملك حاباه بالمجد يوسف ... وشاد له البيت الرفيع سليمان
إلى مستعين بالإله مؤيد ... له النصر حزب والمقادير أعوان
جفتنا بلا جرم كأن مودة ... ثنى نحوها منها الأعنة شنآن
ولو لم تنفذ منا الشعر وحده ... لحق لنا بر عليه وإحسان
فكيف ولم نجعل بها الشعر مكسبا ... فيوجب للمكدى جفاء وحرمان
ولا نحن ممن يرتضى الشعر خطة ... وإنْ قصرت عن شأوها فيه أعيان
ومن أوهمته غير ذاك ظنونه ... فثم مجال للمقال وميدان
خليلي من يعدي على زمن له ... إذا ما قضى حيف علي وعدوان
وهل راء من قبلي غريق مدامع ... يفيض بعينيه الحيا وهو حران
وهل طرفت عين لمجد ولم تكن ... لها مقلة من آل هود وإنسان
فوجه ابن هود كلما أعرض الورى ... صحيفة إقبال لها البشر عنوان
فتى المجد في بردية بدر وضيغم ... وبحر وقدس ذو الهضاب وثلان