للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أتتركني رهناً بأيدي حوادث ... غدوت لها نهبا وما كنت بالنهب

سأجعل عيدا يوم عودك يغتدي ... محياك فيه قبلة الهائم الصب

أقيم لواء الوصل في حلة الصبا ... به وأضحى بالصبابة والكرب

لك القلب ما فيه لغيرك منزل ... منحتكه فانزله بالسهل والرحب

وقال شاكيا مثل هذه الشكوى مخبرا بما يلقاه من البلوى:

خليلي هل تقضي لبانة هائم ... أم الوجد والتبريح ضربة لازم

فإني بما ألقى من الوجد مغرم ... كسال قلبي بائح مثل كاتم

ولي عبرات يستهل غمامها ... بخدي إذا لاحت بروق المباسم

كفى حزناً إني أذوب صبابةً ... وأشكو الذي ألقى إلى غير راحم

وأرتع من خديه في جنة المنى ... ويصلى فؤادي من هواه بجاحم

تقضي الصبا واللهو إلاّ حشاشة ... تجدد لي عهد الصبا المتقدم

كأني لم أقطع بصبح وقهوةٍ ... زماني ولم أنعم بأحور ناعم

ولابت في ليل الغواية لائماً ... له تحت أستار الدجى وهو لائمي

إذا ما أدار الكأس وهنا حسبته ... يدير هلالاً طالعاً في غمائم

أبا حسن إني بودك معصم ... فهل أنت يوماً من جفائك عاصمي

جعلتك في نفسي وقلبي محكماً ... لترضى فقد أصبحت أجور حاكم

أتظلمني ودي وما زال فيكم ... قريع علي يرجى لرد المظالم

وقد كان فص الفجر في خنصر العلا ... أبوك ووسطى فوق جيد المكارم

<<  <  ج: ص:  >  >>