للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكتب إليه الكاتب أبو الحسن راشد بن عريب يستدعيه إلى معاطاة قهوة، ساعات سلوة:

طرت إلى شمسية قد تروقت ... فأربت على الصهباء لوناً ورائحة

فلو فيها نقطة هندسيةً ... لباتت بها في ظلمة الليل بائحة

فكن مسعدي يا من سجاياه لم تزل ... وأخلاقه تغني عن المسك فائحة

فأجابه رحمه الله:

طربت فأطربت الخليل إلى الذي ... طربت له فالنفس نحوك جانحة

وكم أكسرتنا منك من غير قهوةٍ ... شمائل تغنينا عن المسك فائحة

فلله أيام بقربك أسعدت ... غوادٍ علينا بالسرور ورائحة

فساني الطولي لديك قصيرة ... وصفقة كفي في التجارة رابحة

وقد يصف كتابا ورد عليه من محبوب كان هجره، ووعده فيه باللقاء وبشرة:

نفسي فداء كتاب حاز كل مني ... جاء الرسول به من عند محبوب

مبشراً أنَّ ذاك السخط عاد رضاً ... وبدلت منه بعد بتقريب

حبيته ناظراُ نحوي بناظره ... ومهديا لي ما في فيه من طيب

ظلت أطويه من وجد وانشره ... وكاد يلبيه تقبيلي وتقليبي

كم فيلةٍ لي في عنوانه عذبت ... وبردت بالتلظي حر تعذيب

كأنه حين جلى الحزن عن خلدي ... " قميص يوسف في أجفان يعقوب "

لو كل ما فيه من موعوده كذباً ... شفي فكيف بوعدٍ غير مكذوب

وكتب إليه بعض إخوانه متمثلا بقول القائل:

ودادكم كالورد ليس بدائم ... ولا خير فيمن لا يدوم له عهد

<<  <  ج: ص:  >  >>