وكأنما لبست لجينا محرقا ... فيه بقايا من بياض معطر
وقال يصف حماما:
أرى الحمام موعظة وذكرى ... لكل فتى أريب ذي ذكاء
يذكرنا عذاب ذوي المعاصي ... وأجيانا نعيم الأتقياء
شقا هجر يشوب نعيم وصل ... وحر النار في برد الهواء
إذا ما أرضه التهبت بنار ... تبادر سمكه هطلا بماء
كصدر الصب جاش بما يلاقي ... فلج الطرف منه بالبكاء
كأن له حبيبا بان عنه ... فبان وخانه حسن العزاء
ومن شعره المطرب وتغزله المعجب قوله:
أيا قمرا في وجنتيه نعيم ... وبين ضلوعي من هواه جحيم
إلى كم أقاسي منك روعا وقسوة ... وصرما وسقما إنَّ ذا لعظيم
وإني لأنهى النفس عنك تجلدا ... وأزعم أني بالسلو زعيم
فإن خطرت بالقلب ذكراك خطرة ... ظللت بلا لب إليك أهيم
ومن مديحه الذي أبدع فيه وأغرب وذهب فيه أحسن مذهب قوله يمدح القادر رحمه الله تعالى:
ضمان على عينيك أني هائم ... تصدع قلبي حول وصلك حائم
فؤادك قاس ليس لي في رحمة ... ويوهم منك اللحظ أنك راحم
ظلمت ولم ترهب مغبة ما جنت ... جفون لها في العاشقين ملاحم