أظن عقاب الله نالك في الهوى ... فخصرك مظلوم وردفك ظالم
ولحظك مضني ما يفيق من الضنى ... كما ضنيت فيك الجسوم النواعم
وخدك بالألحاظ دائبا ... فكل له باللحظ مدم وكالم
يقولون غصن ألبان ما حاز خصره ... ودعص النقا ما حاز منه المعاكم
وفي طوقة بدر الدجنة طالع ... تجلله قطع من الليل فاحم
وقالوا اللمى المحمر فص عقيقه ... بمبسمه المعسول والثغر خاتم
لك المثل الأعلى وفي الجهل عاذر ... بتقصيرهم إنْ لامهم فيك لائم
وما أنت إلاّ آية الله في الورى ... وحكمته إنْ قال بالعلم عالم
لقد يخسوك الحق جهلا وأخطأت ... بما رجمت فيك الظنون الرواجم
كما يخسوا يحيى بن ذي النون حقه ... فقالوا ابن سعدي في النوال وحاتم
وقالوا حكى الضرغام في الروع بأسه ... وذلك ما لا تدعيه الضراغم
وقالوا هو الدهر الذي ليس دونه ... حمى وهو المخدوم والدهر خادم
وأني لليث الغاب في الروع بأسه ... إذا صال في الهيجاء والنقع قاتم
ومن أين للسيف الحسام مضاؤه ... إذا انتضيت للحرب منه العزائم
ومن أين للمزن الكنهور جوده ... إذا انهملت من راحتيه المكارم
لنا بارق من بشره خلبا ... إذا شامه يوما من الناس شائم
عليه من المأمون يحيى مشابه ... ترى ولإسماعيل فيه مياسم
همامان شادا مجد له التقى ... أساس وأطراف الرماح دعائم
أبا الحسن استنشق ثنائي فإنما ... فؤادي دارين وشعري لطائم