وعلم يحيى آثاره نح أعزك الله نتدانى إخلاصا وإنْ كنا نتناءى أشخاصا ويجمعنا الأدب وإنْ فرقنا النسب فالأشكال أقارب والآداب مناسب وليس يضر تناثي الأشباح إذا تقاربت الأرواح وما مثلنا في هذا الانتظام إلاّ كما قال أبو تمام رحمه الله:
نسيبي في رأيي وعلمي ومذهبي ... وإنْ بإعدتنا في الأصول المناسب
ولو لم يكن لمآثرك ذاكر ولا لمفاخرك ناشر إلاّ ذو الوزارتين أبو فلان أبقاه الله لقام لك مقام سبحان وائل وأغناك عن قول قائل فإنه يمد في مضمار ذكراك باعا رحيبا ويقوم بفخرك في كل ناد خطيبا حتى تنثني إليه الأحداق وتلوى نحوه الأعناق فكيف وما يقول إلاّ بالذي علمت يعد وما تقرر في النفوس من قبل ومن بعد فذكرك قد أنجد وغار ولم يسر فلك حيث سار وإنْ ليل جهل أطلعت فيه فجر تبصيرك لجدير بأن يصير نهار وإنَّ نبع فكر قدحته بتذكيرك لجدير أنْ يعود مرخا فهنيئا لك الفضل الذي أنت فيه راسخ القدم شامخ العلم منشور اللواء مشهور الذكاء مليت الآداب عمرك ولا عدمت الألباب ذكرك ورقيت من مراتب أعلاها ولقيت من المآرب أقصاها بفضل الله.
وكتب مراجعا إلى الوزير أبي محمّد بن سفيان رحمه الله: يا سيدي الأعلى وعمادي الأسنى ومشربي الأصفى ومن أدام الله عزه وحمى من النوائب حوزته وافاني لك كتاب سرى الموضع سنى