يكنا أبا القاسم، من أهل غرناطة، وذوي الأصالة والنباهة فيها، وأصل سلفه من ولبه، من حصن البراجلة، نزل بها أولهم عند الفتح، صحبة قريبهم أبي الخطار حسام بن ضرار الكلبي، وعند خلع دعوة المرابطين كان لجدهم يحيى بجيان، رياسة وانفراد بالتدبير.
وكان رحمه الله على طريقة مثلى، من العكوف على العلم، والاقتيات من حر النشب، والاشتغال بالنظر والتقييد والتدوين، فقيها حافظا، قائما على التدريس، مشاركاً في فنون من العربية والفقه والأصول والقراءات والحديث والأدب، حافظا للتفسير للأقوال جماعة للكتب، موكلي الخزانة، حسن المجلس، ممتع المحاضرة، قريب الغور، صحيح الباطن؛ تقدم خطيباً بالمسجد الأعظم من بلده، على حداثة سنه، فاتفق على فضله، وجرى على سنن أصالته. ومن شيوخه الأستاذ أبو جعفر بن الزبير وابن الكماد وابن رشيد والحضرمي وابن أبي الأحوص وابن برطال، وأبو عامر بن ربيع الأشعري والوالي أبو عبد الله الطنجالي، وابن الشاط.
تواليفه: كتاب " وسيلة المسلم في تهذيب صحيح مسلم "؛ و " الأنوار السنية في الكلمات السنية "؛ وكتاب " الدعوات والأذكار "؛ وكتاب " القوانين الفقهية "؛ وكتاب " تقريب الوصول إلى علو الأصول "؛ وكتاب " النور المبين في قواعد عقائد الدين "؛ إلى غير ذلك مما قيده في التفسير والقراءات.
شعره: قال في الأبيات الغنية، ذاهبا مذهب الجماعة، كأبي العلاء المعري والرئيس ابن المظفر، وأبي الطاهر السلفي، وأبي الحجاج بن الشيخ، وأبي الربيع