للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورماني من مقلته بسهمٍ ... ثم قال اصطبر لثان وثالث

كم عذول أتى يناظر فيه ... كان تعذاله على الحب باعث

ويمين آليتها بالتسلي ... فقضى حسنه بأني حانث

جبر الله صدع قلب عميد ... صدعت شمله صروف الحوادث

فهو يهفو إلى البروق ويروى ... عن نسيم الصبا ضعاف الأحادث

سلبته الأشجان إلاّ بقايا ... من أمان حبالهن رثائث

وبكاء على عهود مواض ... ملأت صدره هموما حدائث

لست وحدي أشكو بليه وجدي ... إنَّ داء الغرام ليس بحادث

يا مضيع العهود والله يعفو ... عنك إني ارتضيت خطة ناكث

غرني منك الجمال غرور ... وظبا اللحظ في القلوب عوابث

مقل يقتسمن أعشار قلبي ... بالرضا مني اقتسام الموارث

كيف غيرت بانتزاحك حالي ... وتغيرت لي وليس بحارث

فرط حبي وفرط حبك إلاّ ... أنَّ عينيك بالفتور نوافث

وندى فارس وحسنك ردا ... قول من قال سد باب البواعث

ملك البأس والندى فهو بالسي ... فِ وبالسيب عابث أو غائث

محرز المجد والثناء فهذا ... سائر في الورى وذلك لابث

أوطأ الشهب رجله وترقى ... صاعدا في سموه غير ماكث

فدرار تسري وما لحقه ... ونجوم خلف القصور لوابث

وله المقربات لا بل هي العق ... بان من فوقها الليوث الدلاهث

مطلعات من كل نعل هلالا ... فلهذا تجلو دجى كل حادث

إنْ توافقن فالجبال الرواسي ... أو تسابقن فالغيوث الحثائث

<<  <  ج: ص:  >  >>