وأربعا نمنمت أيدي الربيع لها ... ما شئت من ... موشيةٍ وكسا
كانت حدائق للأحداق مونقةً ... فصوح النضر من أدواحها وكسا
وحال ما حولها من منظر عجب ... يستجلس الركب أو يستركب الجُلسا
سرعان ما عاث جيش الكفر واحربا ... عيث البا في مغانيها التي كبسا
وابتز بزتها مما تحيفها ... تحيف الأسد الضاري لمّا افترسا
فأين عيش جنيناه بها خضراً ... وأين غصن جنيناه بها سلسا
حمى محاسنها طاغٍ أتيح لها ... ما نام عن هضمها حينا ولا نعسا
ورج أرجاءها لمّا أجاط بها ... فغادر الشم من أعلامها خنسا
خلا له الجو فامتدت يداه إلى ... إدراك ما لم تطأ رجلاه مختلسا
وأكثر الزعم بالتثليث منفردا ... ولو رأى راية التوحيد ما نبسا
صل حبلها أيها الملى الرحيم فما ... أبقى المراس لها حبلا ولا مرسا
وأحي ما طمست منها العداة كما ... أحييت من دعوة المهدي ما طمسا
أيام سرت لنصر الحق مستبقا ... وبت من نور ذاك الهدى مقتبسا
وقمت فيها بأمر الله منتصرا ... كالصارم اهتز أو كالعارض انبجسا
تمحو الذي كتب التجسيم من ظلم ... والصبح ماحية أنواره الغلسا
وتقضي الملك الجبار مهجته ... يوم الوغى جهرة لا ترقب الخلسا
هذي رسائلها تدعوك من كثبٍ ... وأنت أفضل مرجو لمن يئسا
فتك جارية بالنجح راجيةً ... منك الأمير الرضا والسيد الندسا
..سبحت والريح عاتية ... كما طلبت بأقصى شدة الفرسا
... عبد الله الواحد بن أبي ... حفص مقبلة من تربة القدسا