إنَّ شاقني ذاك المثال فطالما ... شاق المحب الطيف يطرق في الكرى
لي أسوة في العاشقين وقصدهم ... لثم الطلول لأهلهن تذكرا
وبكائهم تلك المعاهد ضلة ... تحت الظلام على الغرام توفرا
أفلا أمرغ فيه شيبي راشدا ... وأريق دمعي وسطه مستبصرا
ثقة بإثرائي من الخيرات في ... شغفي بنعلي خير من وطي الثرى
وقال في التشوق إلى الضريح الشريف على الدفين به صلوات الله وسلامه:
وحللت أطيب طينة من طيبة ... جارا لمن أوصي بحفظ الجار
حيث استبان الحق للأبصار ... لمّا استثار حفائظ الأنصار
يا زائرين القبر قبر محمّد ... بشرى لكم بالسبق في الزوار
أوضعتم لنجاتكم فوضعتم ... ما آدكم من فادح من فادح الأوزار
فوزوا بسبقكم وفوهوا بالذي حملتكم شوقا إلى المختار
أودا السلام سلمتم وبرده ... أرجو الإجارة من ورود النار
استطراد لمّا قيل في نعل النبي صلى الله عليه وسلم: قلت: وإذ جرى ذكر النعل النبوية، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، فلا بد أنَّ نورد جملة مما قيل في مثالها على جهة التبرك، والتوصل بصاحبها إلى الله سبحانه، أنَّ يفرج عنا بجاهه كرب الدنيا والآخرة، وأنَّ يجعلنا من الذين حازوا الرتب الفاخرة، وظفروا بالمقام الأسني، وفازوا بالزيادة والحسنى.