فمن ذلك قول الشيخ أبي عبد الله محمّد بن فرج، مخمسا لأبيات الإمام الشهير أبي الربيع بن سالم الكلاعي، رحمه الله، التي على رويها وقافيتها سلك ابن الآبار، رحمه الله، في الأبيات المذكورة آنفاً:
خبال عرا ما إنَّ جناه سوى النوى
نوى من نوى من كشف بلوى ما نوى
فيا منكر ما قد عراني في الهوى
خواطر ذي البلوى عوامر بالجوى ... ففي كل يوم يعتريه خبال
سمعت اسمه الأعلى الشريف المشرفا
فحيلتنني يعقوب ذكر يوسفا
ومن شيم الصب المتيم ذي الوفا
متى يدع داعٍ باسم محبوبه هفا ... فيهتاج بلبال ويكسف بال
رعى الله صبا بالهوى نفسه سمت
له آية في الحب بالكتم أحكمت
فما لم ير من آثاره أثراً همت ... له من غروب المقتلين سحال
فيا نفسي الجالي دجاها هلالها
أما أنَّه نور البدور كمالها
ألا فاعذري نفسا تحن فحالها
كحاكي وقد أبصرت نعلا مثالها ... لنعل الرسول الهاشمي مثال
ويا أيها الراني إلى مفندا
وقد كدت لولا نهى حبي لأسجدا