ومما قيل في النعل الكريمة قول الإمام المحدث الرحال أبي عبد الله محمّد بن جابر الوادي آش ونظمها بدار الحديث الأشرقية من دمشق وقد رأى فيها تمثال نعل النبي صلى الله عليه وسلم فقبله وقال:
دار الحديث الأشرفية للشفا ... فيها رأت عيناي نعل المصطفى
ولثمته قنعت وقلت يا ... نفس أنعمي أكفاك قال لي: كفى
لله أوقات وصلت بها المنى ... من بعد طيبة ما أجل وأشرفا
لك يا دمشق على البلاد فضيلة ... أيامك الأعياد لازمها الصفا
ولكم بجيرون جررت ولم أخف ... ذيلا وبرح هواى فيها ما اختفى
قلت ومما أنشدني الفقيه الأريب العلامة الأديب الحاج الرحال أبو الحسن صاحبنا سيدي عليّ بن أحمد الشامي الخزرجي لنفسه في تمثال النعل الكريمة قوله نفعه الله بقصده وكتبه لي بخطه وكنت طلبت منه ذلك لأثبته في هذا الموضوع:
دعوا شفة المشتاق من سقمها تشفي ... وترشف من آثار ترب الهدى رشفا
وتلثم تمثلا لنعل كريمة ... بها الدهر يستسقي الغمام ويستشفى
ولا تصرفوها عن هواها وسؤالها ... بعدلكم فالعدل يمنعها الصرفا
ولا تعتبوها فالعتاب يزيدها ... هياما ويسقيها مدام الهوى صرفا
جفتها بكتم الدمع بخلا جفونها ... فمن لامها في اللثم فهم لها أجفى