وأنا معشر العشاق ممن يرى جور النوى والبعد قسطا
ونقنع بالجيال مدى الليالي ... وإنَّ طال التباعد أو تشطا
ولا سيما المثال وقد تبدى ... يجر على علا الجوزاء مرطا
وما نعلا نريد ولا مثالا ... ولكن من بها العلياء تخطى
نبي إنَّ أتيت إلى حماه ... وجدت سماحة في الخلق بسطا
أتى والدين أصبح في انقباضٍ ... فعاناه إلى أنَّ نال بسطا
وقاتل في سبيل الله حتى ... أزال عن الورى قنطا وضغطا
وعمت دعوة منه وغمت ... بآبيات الهدى فرسا وقبطا
فطوبى للذي لبى سريعا ... ويا ويل الذي عن ذاك أبطا
سما لسما العلاء فنال قربا ... وهم بنعله نزعا وكشطا
ونودى طأ ولا تخلع نعالا ... وأبدل من مقام الروع بسطا
وأيده الإله بروح قدسٍ ... ومد له من التقديس بسطا
وعظمه على الأرسال طرا ... ونظمه بذاك العقد وسطى
هناك حباه فرضا من صلاة ... بها عنا الذنوب تصيب حبطا
وسدده إلى إنَّ جاء موسى ... وردده إليه يروم حطا
إلى أنَّ يصير الخمسين خمسا ... وأبقى أجرها والإضر حطا
وأعطاه الشفاعة يوم حشر ... يقول أنا لها والناس قنطى
وتعجز دونها الأرسال طرا ... وتأتى الناس سبطا ثم سبطا
إذ الجبار يبرز بانتقام ... ويبدي للورى غضبا وسخطا
فيدنيه ويلهمه بفضل ... محامد مثلها ما قط أعطى
ومهما رام يشرع في سجود ويضرع بالدعا ويخر هبطا