وروى من جماد الجفن جسمي ... وأروى من زناد الشوق سقطا
وهز من أهوى غطف ارتياحي ... لأرض لم تزل تزداد شخطا
وذكراني معاهد لست انسى المزار بها ولو بالبعد شطا
معاهد خير من ركب المطايا ... واكرم من خطا نعلا وأوطا
بأخمص رجله الحسناء حازت ... مفاخر لم يطقها الوصف ضبطا
سمت فسعت لها زهر الدراري ... لتلثم وتطوف شوطا
فكلت دونها وسط عليها ... ولا بدعا بذاك الفخر يسطى
فمن قال الهلال لها مثال ... لعمر الله في التمثيل أخطا
ولكن البدور لها نعال ... تود بها تدارس علا وتخطى
وما طلعت عيون الشمس إلاّ ... لطلعتها تروم بها محطا
وما رقصت غصون النبت إلاّ ... لعلياء تحط الراس حطا
وما غنت طيور الأيك إلاّ ... عليها تعتلى الأغصان حوطا
وما حنت حداة العيس إلاّ ... إليها تبتغي أثلا وخمطا
وما هبت نسيم المسك إلاّ ... لريها تنال بذاك خلطا
ولو يوما تخطت أرض جدب ... لمّا ألفت بها في الدهر قحطا
يحق لنا نعظمها جلالا ... ونربط طرسها بالقلب ربطا
وننتعل الوجوه بها جمالا ... ونجعلها على الآذان قرطا
وتعتصب المفارق من ثراها ... وتكتحل العيون بذاك شرطا
نعفر وجنة فيها وخدا ... ونخضب من سواد الرأس شمطا
وننشد من يعاتب في هواها ... " إليك خبط من عشواء خبطا "
ودعنا والهوى أنا أناس ... يزيد غرامنا بالعتب فرطا