وردت له الشمس المنير شعاعها ... كذا البدر بعد التم صار له نصفا
وجوده أجدى من رياح عواصف ... ومن ذا يباري الريح إنَّ رامت العصفا
أمولاي يا مولاي يا خير سيد ... تسامى على الأشباه طرا مع الأكفا
نأت بي عنكم موبقات جنيتها ... وعفوكم من كل كلف بها أكفى
وهأنا عند الباب راج وخائف ... دموعي لا ترقا وشجوى لا يطفا
أناديك يا خير البرية كلها ... نداء عبيد يرتجى العفو والعطفا
وإني محق في هوى حبك الذي ... يفل جيوش الهم إنَّ أقبلت زحفا
وما أنا فيه كالذي قال هازلاً ... " أليلتنا إذ أرسلت واردا وحفا "
فآها لنفسي ثم آها إذا أنا ... طردت ويا لهفا ارددها لهفا
وواحسرتا يا حسرتا ثم حسرتا ... إذا لم تكن في موقف الحشر لي كهفا
ولعلكن لي ظنا جميلا بنسبتي ... لأنصاركم يا خير من راقب الحلفا
كما أنَّ لي أيضاً متاتاً بمدحي ... نعالا بها نيل العلى والمنى يلفي
أبي النظم يستوفي حلاها وهل يفي ... روى بآثارها الهدى ألف أوفا
عليك صلاة ما بدا بدر تمكم ... وما اشتاق مشتاق إليَّ وعدك الأوفى
ومما أنشدنيه أيضاً لنفسه في ذلك قوله:
مثال النعل في القرطاس خطا ... بسمر الشوق في الأحشاء خطا
ولمّا أنَّ لثمت ندى ثراه ... وغشي نوره جفني وغطى
شممت الورد من رياه يندى ... وشمت البدر من علياه حطا
ففجر لي من العينين بحرا ... ونثر من لآلي الدمع سمطا