وإنا وإنْ كنا على الكل لم نطق ... نحاول بعض البعض من بعض ما يلفي
لئن قبلوا ألفا نزد نحن بعدهم ... على الألف ما يستغرق العد والألفا
وإنَّ وصفوا واستغرقوا الوصف حسبنا ... نجيل بروض الحسن من وصفهم طرفا
ونقبس من أنوارهم وسعنا ... ونركض في مضمار آثارهم طرفا
فمن قال بدر ألتم أو طلعة الضحى ... أو الروض يحكيها فما انصف الوصفا
فما الشمس إلاّ من محاسن ضوئها استنارت ولولاها للازمت الكسفا
وما البدر إلاّ من مشارق نورها استمد ولولاها لمّا فارق الخسفا
وما طاب نشر الروض إلاّ لأنه ... يمد مدى الأيام من نشرها عرفا
وما أخضر ترب الأرض إلاّ لأنها ... تخطته فاختط النبات به حرفا
فحلوا بها أعلى المفارق واكحلوا ... بها مقلة العينين أو عطروا الأنفا
فآثارها تبرى الجوى وترابها ... لسقم الحشا انفع أو أنفى
لها الفخر أنَّ سارت بها رجل من سرى ... إلى حضرة التقديس والقرب والزلفى
وودي لا تخلع نعالك واقربن ... وألفي بها من نفحة الحب ما ألفي
وأدناه قرباً قاب قوسين ربه ... وناداه قل تسمع وسل تعط عد تكفي
نبي به نلنا المنى وتوا كفت ... علينا من الرحمن سحب الرضا وكفا
تعلى على العلياء حتى أنار من ... علاه العلا والغور والنجد والخيفا
وقاتل في إظهار أنوار دينه ... جميع العدى حتى زوى الضيم والحيفا
وكان إلى الهيجاء أوّل سابق ... وما فارق الغضب المنهد والسيفا
هواه هدى الهادين منه إلى الهدى ... وحبه أهدى الوارد المورد الأصفي
وآياته كالزهر والزهر نفحة ... وعدا فمن ذا يستطيع لها وصفا
كفت كفه الجيش اللهام عن الحيا ... وكفت جيوش الكفر عن غيها كفا