الفاصلة " مظلمون "، فإن من انسلخ النهار عن ليله أظلم ما دامت تلك الحال.
وكقول الراعي النميري وافر:
فإن وزن الحصى فوزنت قومي ... وجدت حصة ضريبتهم رزينا
فإن السامع إذا فهم أن الشاعر أراد المفاخرة برزانة الحصى، وتحقق أن القافية مجردة مطلقة، رويها النون وحرف إطلاقها ألف، ورأى في صدر البيت ذكر الزنة، تحقق أن القافية تكون رزيناً ليس إلا.
ومن عجائب أمثلة هذا الباب، ما حكي عن عمر بن أبي ربيعة المخزومي أنه أنشد عبد الله بن العباس رضي الله عنهما متقارب:
تشط غدا دار جيراننا
فقال له عبد الله:
وللدار بعد غد أبعد
فقال عمر: هكذا والله قلت، فقال له ابن العباس: وهكذا يكون ويقرب من هذه القصة قصة عدي بن الرقاع العاملي حين أنشد الوليد ابن عبد الملك بحضرة جرير والفرزدق كلمته التي مطلعها كامل: