للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[باب المواربة]

[براء مهملة]

وهي من ورب العرق بفتح الواو والراء: إذا فسد، فهو ورب بكسر الراء، فكأن المتكلم أفسد مفهوم ظاهر الكلام بما أبداه من تأويل باطنه. وحقيقتها أن يقول المتكلم قولاً يتضمن ما ينكر عليه بسببه، لبعد ما يتخلص به منه، هذا إن فطن له وقت العمل وإلا ارتجل حين يجبه به ما يخلصه منه من جواب حاضر، أو حجة بالغة، أو تصحيف كلمة أو تحريفها، أو زيادة في الكلام أو نقص، أو نادرة معجبة، أو ظرفة مضحكة.

فأما شاهد ما وقع من المواربة بالتحريف، فقول عتبان الحروري طويل:

فإن يك منكم كان مروان وابنه ... وعمرو ومنكم هاشم وحبيب

فمنا حصين والبطين وقعنب ... ومنا أمير المؤمنين شبيب

فإنه لما بلغ الشعر هشاماً، وظفر به قال له: أنت القائل:

ومنا أمير المؤمنين شبيب

فقال: لم أقل كذا وإنما قلت:

ومنا أمير المؤمنين شبيب

<<  <   >  >>