للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[باب المقارنة]

وهو أن يقرن الشاعر الاستعارة بالتشبيه أو المبالغة، أو غير ذلك من المعاني في كلامه بوصل يخفي أثره ويدق موضعه، إلا عن الحاذق المدمن النظر في هذه الصناعة ومما جاء من ذلك في الكتاب العزيز قوله تعالى: " وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون " فإن هذه الآية الكريمة اقترن فيها التنكيت بتجنيس التغاير، أما التنكيت ففي قوله تعالى " على ظهورهم " والنكتة في ترجيح الحمل على الظهور دون الرؤوس كون الظهور أقوى للحمل، فأشار بها سبحانه إلى ثقل الأوزار، والتجنيس بين أوزارهم ويزرون، لأن الأولى اسم، والثانية فعل وأكثر ما يقع ذلك بالجمل الشرطية، كقول إدريس بن اليمان من شعراء المغرب طويل:

وكنت إذا استنزلت من جانب الرضا ... نزلت نزول الغيث في البلد المحل

وإن هيج الأعداء منك حفيظة ... وقعت وقوع النار في الحطب الجزل

فإن هذا الشاعر لاءم بين الاستعارة بقوله في صدر البيت الأول.

وكنت إذا استنزلت من جانب الرضا

وبين التشبيه بقوله في عجز البيت:

<<  <   >  >>