الاستثناء استثناءان: لغوي وصناعي، فاللغوي؛ إخراج القليل من الكثير، وقد فرغ النحاة من ذلك مفصلاً في كتبهم.
الصناعي هو الذي يفيد بعد إخراج القليل من الكثير معنى زائداً، يعد من محاسن الكلام، يستحق به الإيتان في أبواب البديع، ومتى لم يكن في الاستدراك والاستثناء معنى من المحاسن غير ما وضعا له، لا يعدان من البديع.
فمن الاستدراك قول زهير طويل:
أخو ثقة لا تهلك الخمر ماله ... ولكنه قد يهلك المال نائله
لأن العرب كانت تعد إتلاف المال في الخمر من المدح البليغ، قال شاعرهم كامل:
شريب خمر مسعر لحروب
فإنه لو اقتصر على صدر البيت دل على أن ما له موفور، وتلك صفة ذم، فاستدرك ما يزل هذا الاحتمال، وتخلص الكلام للمدح المحض، ومن