وهو من إفراد ابن المعتز، ولم ينشد فيه سوى بيتين ذكر أن الآمدى أنشدهما له عن الجاحظ طويل:
عصاني قومي في الرشاد الذي به ... أمرت ومن يعص المجرب يندم
فصبراً بني بكر على الموت إنني ... أرى عارضاً ينهل بالموت والدم
وما أرى في هذين البيتين من عتاب المرء نفسه إلا ما يتحيل به لمعناهما، فيقدر أن هذا الشاعر لما أمر بالرشد وبذل النصح ولم يطع ندم على بذل النصيحة لغير أهلها، وملزوم ذلك عتابه لنفسه فيكون دلالة البيتين على عتابه لنفسه دلالة التزام لا دلالة مطابقة ولا تضمين.
ومثل هذين البيتين قول دريد بن الصمة طويل:
نصحت لعراض وأصحاب عارض ... ورهط بني السوداء والقوم شهدى
وقلت لهم: ظنوا بألفي مدجج ... سراتهم في الفارسي المسرد