هذا الباب سماه الأجدابي التسبيغ، وفسره بأن قال: هو أن يعيد لفظ القافية في أول البيت الذي يليها، والتسبيغ زيادة في الطول، ومنه قولهم: درع سابغة، إذا كانت طويلة الأذيال، وهذه اللفظة في اصطلاح العرضيين عبارة عن زيادة حرف ساكن على السبب الخفيف في آخر الجزء، وعلى هذا لا تكون هذه التسمية لائقة بهذا المسمى، فرأيت أن أسمى هذا الباب تشابه الأطراف، لأن الأبيات فيه تتشابه أطرافها وما بأبيات قلتهن في هذا النوع من بأس، وهي طويل:
خليلي إن لم تعذراني في الهوى ... ولم تحملا عني اذهبا ودعاني
دعاني إليه الحب فالحب آنفا ... دعاني قلبي إذ دعاه جناني
جناني في سكر فلا رعى عنده ... بكأس بها ساقي الغرام سقاني
سقاني من لم يعنه من صبابتي ... ووجدي به ما شفني وعناني
عناني منه ما براني ولم يكن ... ليرثي لما قد حل بي ودهاني
دهاني الهوى من حيث لم أدر عندما ... رأى ما شجى قلبي الكئيب عياني