للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فتخلص بفتح الراء بعد ضمها، وهذا ألطف مواربة وقعت، ودونها قول نصيب طويل:

أهيم بدعد ما حييت فإن أمت ... فوا كمدي من ذا يهيم بها بعدي

وقيل له: اهتممت بمن يفعل بها بعدك، فقال: لم أقل كذا، وإنما قلت:

فوا كمدي ممن يهيم بها بعدي

فتخلص بإبدال كلمة من كلمة، فهذا وأشباهه يحتمل أن يكون الدخل وقع فيه للشاعر وقت العمل، ويحتمل ألا يكون وقع له، وارتجل التخلص عند سماعه، والذي لا يحتمل أن يكون فطن له حتى قيل له قول الأخطل طويل:

لقد أوقع الجحاف بالبشر وقعة ... إلى الله منها المشتكى والمعول

فإلا تغيرها قريش بملكها ... يكن عن قريش مستماز ومزحل

فقال له عبد الملك بن مروان: إلى أين يا بن اللخناء؟ فقال: إلى النار، فضحك منه، وسكت عنه، فتخلص بهذه النادرة.

وقد تكون المواربة من غير هذين النمطين، كقوله عليه السلام

<<  <   >  >>