للعباس بن مرداس حين أنشد رسول الله صلى الله عليه وسلم متقارب:
أتجعل نهبي ونهب العبيد بني عيينة والأقرع
وما كان حصن ولا حابس ... يفوقان مرداس في مجمع
وما أنا دون امرئ منهما ... ومن تضع اليوم لا يرفع
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي، اقطع لسانه عني، فقبض علي عليه السلام على يده وخرج به، فقال: أقاطع أنت لساني يا أبا الحسن؟ فقال: إني لممض فيك ما أمر.. فهذه أحسن مواربة سمعتها في كلام العرب، ثم مضى به إلى إبل الصدقة فقال: خذ ما أحببت أو كما قال.
ومن المواربة متصل ومنفصل، وقد أتينا بأمثلة القسمين، فالمتصل منها ما كان تخلصه في نفس الكلام، المنفصل ما كان التخلص فيه من كلام آخر، كالذي تقدم لعلي عليه السلام والأخطل.
ومن أوضح أمثلته قصة كثير مع عبد الملك بن مروان، وقد أنشده طويل:
على ابن أبي العاصي دلاص حصينة ... أجاد المسدى نسجها فأذالها