وقد جاء في السنة من هذا الباب قوله صلى الله عليه وسلم:" من هم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة، فإن عملها كتبت له عشراً، ومن هم بسيئة ولم يعملها لم تكتب عليه، فإن عملها كتبت عليه سيئة واحدة، ولا يهلك على الله إلا هالك " فقوله صلى الله عليه وسلم: " ولا يهلك على الله إلا هالك "، تذييل في غاية الحسن، خرج الكلام فيه مخرج المثل.
ومن هذا الباب في الشعر قول النابغة الذبياني طويل:
ولست بمستبق أخا لا تلمه ... على شعث أي الرجال المهذب
فقوله: أي الرجال المهذب من أحسن تذييل وقع في شعر.
وكقول بعض العرب كامل:
ودعوا نزال فكنت أول نازل ... وعلام أركبه إذا لم أنزل
فعجز هذا البيت كله تذييل حسن، وكلا التذييلين من بيت الأعرابي وبيت النابغة من القسم الثاني من التذييل، وهو الذي خرج الكلام فيه مخرج المثل، وتذييل النابغة من القسم الوجيز من البلاغة لاختصار لفظه، وتذييل الأعرابي من القسم البسيط منهما، وإنما بسط الكلام فيه لما تضمن معنى التذييل من المطابقة في قوله أركبه وأنزل وتذييل النابغة خال من ذلك، ولقد أحسن بعض المحدثين في هذا الباب حيث قال المتقارب: