للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا وبيته الذي أتى فيه على معنى غيره وزاد ما أبديناه من الزيادة بيت توطئه، كبيت وقع فيه من الإغراب والطرفة ما لم يقع في مثله، وهو قوله:

سكت عن نصف شتمه

ومن هذا الباب قول ابن الرومي طويل:

تخذتكم درعاً حصيناً لتدفعوا ... نبال العدا عني فكنتم نصالها

وقد كنت أرجو منكم خير ناصر ... على حين خذلان اليمين شمالها

فإن أنتم لم تحفظوا لمودتي ... ذماماً فكونوا لا عليها ولا لها

قفوا وقفة المعذور عني بمعزل ... وخلوا نبالي للعدا ونبالها

فاتبعه ابن سنان الخفاجي الحلبي فقال كامل:

أعددتكم لدفاع كل ملمة ... عوناً فكنتم عون كل ملمة

وتخذتكم لي جنة فكأنما ... نظر العدو مقاتلي من جنتي

فلأنفضن يدي يأساً منكم ... نفض الأنامل من تراب الميت

وألطف ما قيل في هذا المعنى قول القائل وافر:

وإخوان تخذتهمو دروعاً ... فكانوها ولكن للأعادي

وخلتهم سهاماً صائبات ... فكانوها ولكن في فؤادي

وقالوا قد صفت منا قلوب ... لقد صدقوا ولكن من ودادي

وقد تقدمت هذه الأبيات، وإنما أتيت بها هاهنا ليظهر لطفها بالنسبة إلى ما تقدمها في معناها.

<<  <   >  >>