للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولم أدر منهم غير ما شهدت به ... بشرقي ساباط الديار البسابس

ومن الإغراب اللطيف قول القائل كامل:

عرض المشيب بعارضيه فأعرضوا ... وتقوضت خيم الشباب فقوضوا

إن كان في الليل البهيم تبسطوا ... خفراً وفي الصبح المنير تقبضوا

ولقد سمعت وما سمعت بمثلها ... بيتا غراب البين فيه أبيض

ومن لطيف الإغراب وطريفه قول بعضهم " البسيط ":

ظلت تبشرني عيني إذا اختلجت ... بأن أراك وقد كنا على حذر

فقلت للعين أما كنت صادقة ... إني ببشراك لي من أسعد البشر

فما جزاؤك عندي لست أعرفه ... بلى جزاؤك أن أحبوك بالنظر

وأستر المقلة الأخرى فأحجبها ... عن أن تراك كما لم تأت بالخبر

ومن الإغراب قسم آخر، وهو أن يعمد الشاعر إلى معنى متداول معروف ليس بغريب في بابه فيغرب فيه بزيادة لم تقع لغيره، ليصير بها ذلك المعنى المعروف غريباً طريفاً، وينفرد به دون كل من نطق بذلك المعنى، وبيان ذلك أن تشبيه الحسان بالشمس والبدر متداول معروف، فلما أراد أبو تمام ارتكاب هذا المعنى، وفطن إلى أنه قد ذهبت طلاوته لكثرة ابتذاله تحيل له في زيادة طريفة لم تقع لغيره يصير بها المعنى غريباً بعد أن كان معروفاً، فقال طويل:

فردت علينا الشمس والليل راغم ... بشمس لهم من جانب الخدر تطلع

<<  <   >  >>