الغزل، فيأتي المدح هزازاً للمعاطف من الطرب، يكاد يؤكل بالضمير ويشرب، كقول أبي تمام في صفة عمورية بسيط
ما ربع مية معموراً يطيف به ... غيلان أبهى ربا من ربعها الخرب
ولا الحدود وإن أدمين من خجل ... أشهى إلى ناظري من خدها الترب
سماحة غنيت منا العيون بها ... عن كل حسن بدا أو منظر عجب
وحسن منقلب تبقى عواقبه ... جاءت بشاشته من سوء منقلب
وكقول ابن سنان الخفاجي كامل:
صبحتهم باللاذقية فالتقى ... بحران ماء راكد وعتاق
سبق الظلام لها فعضت ورودها ... تبعاً وأنت لمثلها سباق
حتى إذاً متع الضحى وتمارت ال؟ ... أبصار أيكما له الإشراق
غادرتها دمنا على أطلالها ... يبكي الخليط وتذكر الأشواق
وسننت دين قراك في عرصاتها ... فالنار تضرم والدماء تراق
والبيت الرابع أردت، وإنما ذكرت ما قبله وما بعده لارتباطه بذلك، ولما في المجموع من كمال حسن المعنى، دون انفراد أحد الأبيات وما رأيت في عصرنا أغرب معان من القاضي السعيد بن سناء الملك رحمه الله.
ومن غرائب معانيه قوله في عمياء تظرفا سريع:
شمس بغير الليل لم تحتجب ... وما سوى العينين لم تكسف