وسماه رجباً ليعرف بتعظيمه، إذ الترجيب التعظيم، فاحترس من وقوع هذا اللبس بأن عرفه بأنه هو الذي بين جمادى، ليقطعه عما قبله، وبين شعبان، ليقطعه عما بعده، والتأويلات أوسع وأفسح من أن يخطئ معها عربي متقدم في لغته التي وضعها، وهو أعرف بمواقعها منا، لا سيما وقد قال امرؤ القيس مما يؤيد ذلك متقارب:
لها ذنب مثل ذيل العروس ... تسد به فرجها من دبر
وفرج الفرس لا يكون إلا من دبر، لأن فرجها الذي يسد بذنبها هو ما بين قائمتي رجليها من عجب الذنب، إلى حافر الرجلين، وفي بعض ذلك ما يخرج بيت الشاعر عن العيب.
ومن التدبيج قول أبي تمام في مرثيته لمحمد بن حميد الطوسي طويل:
تردى ثياب الموت حمراً فما أتى ... لها الليل إلا وهي من سندس خضر
وكقول البحتري طويل:
تحسنت الدنيا بعدلك فاغتدت ... وآفاتها بيض وأكنافها خضر