وما جر ذلك السعي من الحروب التي انطوت عليها قطعة من أيام العرب، وكقوله لابن أبي دواد أيضاً: كامل
فاسمع مقالة زائر لم تشتبه ... آراؤه عند اشتباه البيد
أسرى طريداً للحياء من التي ... زعموا وليس لرهبة بطريد
كنت الربيع أمامه ووراءه ... قمر القبائل خالد بن يزيد
فالغيث من زهر سحابة رأفة ... والركن من شيبان طود حديد
وغدا تبين ما براءة ساحتي ... لو قد نفضت تهائمي ونجودى
هذا الوليد رأى التثبت بعد ما ... قالوا يزيد بن المهلب مودى
فتزحزح الزور المؤسس عنده ... وبناء هذا الإفك غير مشيد
وتمكن ابن أبي سعيد من حجى ... ملك بشكر بني الملوك سعيد
ما خالد لي دون أيوب ولا ... عبد العزيز ولست دون وليد
نفسي فداؤك أي باب ملمة ... لم يرم فيه إليك بالإقليد
لما أظلتني غمامك أًصبحت ... تلك الشهود على وهي شهودي
من بعد ما ظنوا بأن سيكون لي ... يوم ببغيهم كيوم عبيد
نزعوا بسهم قطيعة يهفو به ... ريش العقوق فكان غير سديد
وإذا أراد الله نشر فضيلة ... ما كان يعرف فضل عرف العود
لولا التخوف للعواقب لم تزل ... للحاسد النعمى على المحسود
العنوانات في بعض هذه الأبيات، وإنما جئت بجملتها لئلا يتجرأ حسنها، فمن عنواناتها إشارته إلى خبره مع ابن أبي دواد فيما نقل عنه من غضه من مضر على سبيل الحسد له، حتى حجبه عنه وجفاه، ولم يرجع إليه