وأما حسن الخاتمة في الشعر فقليل في أشعار المتقدمين، وأكثر ما عني بذلك المحدثون، فمن المجيدين في ذلك أبو نواس، حيث قال في خاتمة قصيدة مدح بها الأمين كامل:
فبقيت للعلم الذي تهدى به ... وتقاعست عن يومك الأيام
وكقوله في خاتمة قصيدة مدح بها الخصيب عامل مصر كامل:
أنت الخصيب وهذه مصر ... فتدفقا فكلاكما بحر
لا تعقدا بي عن مدى أملي ... شيئاً فما لكما به عذر
ويحق لي إذ صرت بينكما ... ألا يحل بساحتي فقر
وكقوله فيه طويل:
وإني جدير إذ بلغتك بالغنى ... وأنت بما أملت منك جدير
فإن تولني منك الجميل فأهله ... وإلا فإني عاذر وشكور
وكقوله للعباس بن الفضل بن الربيع طويل:
إليك غدت بي حاجة لم أبح بها ... أخاف عليها شامتاً فأدراي
فأرخ عليها ستر معروفك الذي ... سترت به قدماً على عواري
وكقول أبي تمام في خاتمة القصيدة التي ذكر فيها فتح عمورية بسيط
إن كان بين ليالي الدهر من رحم ... موصولة وذمام غير منقضب
فبين أيامك اللاتي نصرت بها ... وبين أيام بدر أقرب النسب