له أيطلا ظبي وساقا نعامة ... وإرخاء سرحان وتقريب تتفل
ولقد غير أبو نواس في وجهه حيث قال سريع:
تبكي فتذري الطل من نرجس ... وتمسح الورد بعناب
فإن بيته أخصر وزناً وأبهر حسناً وأقصر معنى.
وشاهد خمسة بخمسة قول أبي الفرج الوأواء بسيط
فأمطرت لؤلؤاً من نرجس فسقت ... ورداً وعضت على العناب بالبرد
وعندي أن بيت الوأواء هو عين بيت أبي نواس وإنما حصلت فيه زيادة التشبيه لاتساع وزنه، فثبت الفضل لبيت أبي نواس بالسبق إلى نفس المعنى ونفس التشبيه.
واعلم أن زيادة التشبيه بما زاد في بيت أبي الفرج الوأواء عن اللفظ لاتساع الوزن.
ومن التشبيه نوعان آخران أحدهما تكون أدواته أفعال الظن واليقين كقولك: حسبت زيداً في جرأته الأسد، وعمراً في جوده الغمام والجارية في حسنها القمر، فحاصل ذلك تشبيه الجرئ بالأسد، والجواد بالغمام، والجارية بالقمر، ومنه في الكتاب العزيز قوله تعالى:" وتحسبهم أيقاظاً وهم رقود " حاصل ذلك تشبيه أهل الكهف في حال نومهم بحال الأيقاظ، ومن ذلك في الشعر قول شاعر الحماسة طويل: