وأحسب أن أول من نطق بصحة التقسيم زهير حيث قال: طويل
وأعلم ما في اليوم والأمس قبله ... ولكنني عن علم ما في غد عمي
ونقل أبو نواس هذا المعنى من الجد إلى الهزل، فقال في الحض على الشرب منسرح:
أمر غد أنت منه في لبس ... وأمس قد مر فاسل عن أمس
وإنما الشأن شأن يومك ذا ... فباكر الشمس بابنة الشمس
وكنت أظن أن زهيراً هو المبتدئ بصحة التقسيم حتى عثرت على قول امرئ القيس طويل:
وليس بذي رمح فيطعنني به ... وليس بذي سيف وليس بنبال
فاستوعب آلات القتال، ورتبها في البيت على ما يكون عليه في الحرب من الأفضل فالأفضل. فتمت صحة التقسيم بجميع شروطها كما ترى، وما ألطف قول بعض المغاربة خفيف:
شغل الدهر من لقاء حبيب ... ليت شعري متى؟ وكيف؟ وأينا؟
فاستوعب أقسام الظروف الزمانية والمكانية، وكيف التي يسأل بها عن الأحوال.
والنادر في صحة الأقسام قول عمر بن أبي ربيعة طويل:
تهيم إلى نعم فلا الشمل جامع ... ولا الحبل موصول ولا أنت مقصر
ولا قرب نعم إن دنت لك نافع ... ولا بعدها يسلى ولا أنت تصبر