وقطع رأس الخطيب المذكور، وولده ثلاثة رؤوس آخرين، وقبض جماعة، وعلقوا الرؤوس في رقابهم ودخلوا بهم ينادي عليهم: هذا جزاء من يقتل التي حرم الله ويعصي، فلما وصلوا إلى النائب أمر بصلب المقبوض عليهم ويتوسيط جماعة منهم، ولا قوة إلا بالله.
وفيه ورد مرسوم شريف إلى نقيب قلعة دمشق بأن يأخذ من كل مذهب قاضياًَ وشهوداً معتبرين، وأن يأخذ معمار السلطان والحجارين، وأن يسافروا إلى قرية كفر دانس، وأن يحفروا في جبل هناك مغارة بها مطلب، وكان ذهب دفن الجاهلية، فيعطى خمسه للفقراء والباقي يحمل بعد ضبطه ويوضع بقلعة دمشق، وإن لم يوجد شيء في ذلك فلا يغرم أحد من الذين سعوا في ذلك، ولا يتعرض لهم، فسافر الجماعة المذكورون يوم السبت حادي عشريه، ثم بعد أيام رجعوا، ولم يروا شيئاً بعد تعب شديد، ومدة غيبتهم أربعة أيام، ولا قوة إلا بالله.
وفيها ورد من مصر كتاب بأن وظيفة قضاء المالكية قد خرجت باسم شمس الدين الطولقي المالكي، التاجر في حانوت يومئذٍ بدمشق، وأن تقليده أخذه قاضي الشافعية شهاب الدين بن الفرفور، الذي هو الآن بمصر، وهو السبب في ذلك. وفي يوم الخميس سادس عشرينه وصل الأمير ماماي من حلب إلى دمشق، بعد أن أصلح بين أهل حلب ونائبهم.
وفي يوم السبت رابع ربيع الآخر منها، شاع بدمشق موت أزدمر نائب حلب؛ وأن أزبك الظاهري، أتابك مصر، أمره السلطان بالذهاب إلى مكة. وفي يوم الاثنين رابع عشره وصل الخبر إلى دمشق بأن الحاجب الكبير بها، الذي سافر إلى مصر في السنة الماضية، خرج من مصر يوم الجمعة رابع الشهر؛ وأن برهان الدين بن المعتمد تولى نيابة تدريس الأتابكية بالصالحية، وتدريس الشامية الجوانية.
وفي يوم الخميس خامس عشريه رجع من مصر الحاجب الكبير بدمشق يونس، وصحبته دوادار النائب كان، جندر، مخلوعا عليهما، وصحبتهما خلعة للنائب؛ وكان يوماً شديد الوحل، فيه بعض ثلج أتى ليلاً، ثم ذاب، وجدت المزاريب حال دخولهم.
وفي يوم السبت تاسع عشر جمادى الأولى منها، تكلم المعمارية بدمشق في ميل مئذنة جامع حسان، وأنها آيلة إلى السقوط على جهة الشرق، فخاف الناس، فنقضت في يوم الاثنين بعده. وفي هذه الأيام نقض أيضاً حمام قصيعة، قبلي المئذنة المذكورة. وفي يوم الاثنين سابع عشريه دخل راجعاً من مصر إلى دمشق القاضي الشافعي، وصحبته برهان