ثم نقل غالب الأكابر إنائهم وأموالهم إلى داخل المدينة، خوفاً من عشير يأتي، ومن منافقي غوغاء الحارات.
وفي يوم الأحد خامسه رجع الكشاف الذين أرسلوا من دمشق، وأخبروا بأن أمر الدوادار المذكور وجماعته متراخ، لم يلتف العشير عليهم، لكونهم مظهرين الطاعة للسلطان، فقوي قلوب ترك دمشق كالحواط، وأركماس نائب حماة، وإبراهيم بك نائب حمص، اللذين طلبا إلى دمشق خوفاً عليهما، وكذا متسلم النائب الجديد أينال الفقيه الذي أتى من حلب؛ ونودي في اليوم بأن لا ينتقل أحد من منزله، وإن خالف ينهب، فكف الناس عن النقلة.
وفيه هجم والي دمشق وجماعة المتسلم على ... وقبضوا على صبي ابن ... أحمد بن شدود، وهو من أهل الريب، وذهبوا به إلى المتسلم، فأمر بتوسيطه، فوسط تجاه اصطبل دار السعادة، ثم إن أهله أخذوه وبيتوه عندهم إلى وقت الغداء من يوم الاثنين سادسه، فحمل إلى خان جقمق وغسل وصلي عليه ودفن عند أبيه.
وفي هذه الساعة خرج الحواط في جماعة إلى قبة يلبغا، واستعوض جيش دمشق هناك، ثم رجع الجميع.
ثم في بكرة يوم الثلاثاء فعل ذلك، فاطمأن الناس قليلاً.
وفي بكرة يوم الخميس تاسعه نادى الحاط بأن المرسوم الشريف ورد، بأن الدوادار آقبردي عاص، وروحه للسلطان وماله لغيره.
وفي يوم الجمعة عاشره قيل إن الدوادار والعاصين معه ترحلوا إلى حوالي قرية الصنمين.
وفي يوم الأحد ثاني عشره تحقق نزوله بها - وفي هذه الأيام أمر بسد أبواب المدينة إلا باب النصر والفرج الصغير، وشرعوا في تجديد باب آخر خارج باب الصغير.
وفي يوم الثلاثاء رابع عشره شاع بدمشق وصول النائب أينال الفقيه من حلب إلى بعض بلاد دمشق، وأتت عشران البلاد مطلوبين إلى دمشق.
وفي صبحة يوم الأربعاء خامس عشره تحقق نزول العصاة بمرج دمشق حوالي قرية الغزلانية.
وفي يوم الخميس سادس عشره دخل برد بك نائب صفد إلى دمشق بجماعته، ومعه عشير كثير، بحيث أن الناس استكبروا ذلك على العصاة، وظنوا أن النائب الجديد يخامر مع