الدين بن مفلح الحنبلي في قضاء الحنابلة بدمشق، وتولاها، ثم عزل عنها، قبل إتيانه إلى دمشق، قد تولى قضاء الحنابلة بمصر، عوضاً عن القاضي نجم الدين المذكور؛ ثم أصر النائب، عند ذهابه، للحنفي والمالكي الحاضرين فيها، والحنبلي الغائب عنه ببيته، أن يذهبوا إلى دار السعادة ليلبسوا خلعهم، فذهبوا.
وفي يوم الثلاثاء ثالث شوال منها، نادى منادٍ من قبل النائب، بإبطال المحرمات، وحرض على ذلك.
وفيه أفرج عن المقدمين خليل بن إسماعيل، وخليل بن شبانة، وابن الجيوسي، وغيرهم، على مال كثير.
وفي هذه الأيام أفلت شهاب الدين بن بري من النائب على مال، بعد أن ضربه مبرحاً.
وفي يوم الخميس ثاني عشره رجع علاء الدين البصروي من القدس إلى دمشق، وصحبته جماعة من أهل دمشق.
وفي هذه الأيام أخبر جماعة من حلب، أتوا، بأن الباش الكبير تنبك الجمالي، وباش المماليك الرماح، وآقبردي الدوادار العاصي، وجماعته، كل منهم طلب الصلح، وأنهم ساعون في أن يعطى طرابلس بتعلقاتها طرخانا، ويعزل عنها نائبها الجديد بها، الذي كان نائب حماة، دولتباي.
وفي بكرة يوم الخميس تاسع عشره، وهو الثلاثون من أيار، خرج الوفد من دمشق إلى قبة يلبغا، متوجهاً إلى الحجاز، وأمير الركب تمرباي القجماسي، الشهير بأبي قورة، وهو حج ثقيل من الأروام والحلبيين والشاميين.
وفي هذا اليوم اتفق خروج الوفد من مصر، كما نقل.
وفي هذه الأيام شاع بدمشق أن الدوادار آقبردي دخل إلى ميدان حلب، قبل يوم الاثنين تاسعه، وهو مفكك أزرار قماشه على هيئة المسلم نفسه طائعاً، وقيل إن الباش الرماح وهبه غالب موجوده، خياماً وخيلاً وجمالاً ومماليكاً وذهباً عيناً، ووافقه على ذلك نائب حلب قصروه وغيره، ثم انتقل وسكن ببيت أزدمر، قيل من فمه، وقيل غير ذلك، وهذا من العجب الذي هو عمل على غير القياس، والله يحسن عواقب الأمور.
وفي يوم الخميس سابع عشريه دخل المزيريبة، وقد أخذت العرب جماعة منهم؛ ووصل إلى النائب كتاب من أمير الحاج، بإن لم تدركونا إلا أخذنا من كثرة العرب، فخرج النائب بعسكره في اليوم المذكور إليهم.
وفي يوم الأحد تاسع عشريه لحق النائب جماعة، منهم نائب طرابلس المعزول دولتباي، الذي كان نائب حماة، ومن قبل ذلك كان نائب قلعة دمشق في حصار الدوادار لها، ومنهم جان بلاط دوادار السلطان بدمشق، ومنهم الحاجب الكبير ابن سلطان شركس، وأخذوا معهم بنت أمير بني لام مسلم، التي كانت استؤمرت لتسلم