للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثمانية عشر غرارة، وبقي لهم كلمة وسلطة لاجتماعهم، سيما الأمير آزدمر، وقرقماس الذي كان تولى نيابة حلب.

وفي يوم السبت ثاني عشره سافر إلى مصر هذه الجماعة بعد أن حصل منهم شر كثير، من أخذ الدواب، وتسخيرها، وغير ذلك.

وفي هذه الأيام شاع بدمشق استقرار الأمير قانصوه البرجي، لأنه كان نائب البرج الذي بناه قايتباي بالإسكندرية، وكان قد نفاه الملك العادل إلى مكة، والحال أنه كان السبب في تسليم قلعة مصر له؛ ولقانصوه هذا ثلاثة أخوة خضر بك الذي ولي نيابة القدس، وخير بك الذي حبسه العادل بقلعة دمشق، وجان بلاط الذين كان دوادارا للسلطان بدمشق، ثم هرب من قصروه إلى حلب واستمر معزولاً.

وفي بكرة يوم الاثنين رابع عشره نودي بدمشق أن الأمير جان بلاط المذكور يكون نائب الغيبة بها، عن أخيه قانصوه البرجي.

وفي هذه الأيام قطعت الطرق من كثرة العرب من المفارجة.

وفي بكرة يوم الخميس سابع عشره أمر نائب الغيبة بإشهار المناداة بدمشق للأجناد والأمراء وأهل الجهاد، أن تأهبوا للجهاد في سبيل الله، وذلك لأجل العرب الذين خارج دمشق، وفي أطرافها، وتقطعت الطرق بسببهم، ووقف حال الناس من كثرة الظلم، ثم بعد أيام رحل العرب عن الطرق، وقل شرهم.

وفي يوم الأربعاء ثالث عشريه ورد الخبر إلى دمشق بأن جماعة كبسوا بيت العادل طومان باي، الذي كان يسكنه قديماً، فقبضوه، وقطع رأسه، وعلق على قلعة مصر.

وفي ليلة الخميس رابع عشريه قبضت امرأة من محلة الشويكة على خصيان حرامي، فقبض ورفع إلى نائب الغيبة، فعذب بالكلس والماء والضرب، إلى أن مات، ولم يقر، وأصله من بيت إيما.

وفي اليوم المذكور دخل من مصر إلى دمشق خاصكي صحبته خلعة لجان بلاط المذكور، بنيابة الغيبة بدمشق، إلى أن يأتي أخوه قانصوه البرجي من مكة؛ وقد أنعم السلطان بمماليك دولتباي المنفصل على النائب الآتي المذكور، فردوا قبل وصولهم إلى مصر.

وفيه شاع بدمشق أن النائب المنفصل قد ظهر في بلاد حمص، وأنه كان قد أرسل إلى السلطان الملك الأشرف قانصوه الغوري يسأل من صدقاته، أن يكون بمكة أو بالقدس بطالاً، فأجيب إلى ذلك؛ وكان لما جاءه الخبر بفقد السلطان العادل أخيه، تأهب للهروب، فأعتق مماليكه، وأخذ ما يقدر على أخذه، وأودع ما لا يقدر على أخذه عند خواصه بدمشق، ثم لما

<<  <   >  >>