ورد المرسوم إليه وأمر أن يقرأه في القلعة، ضيعه إلى الليل، وتسحب، ولم يظهر أمره إلى هذه الأيام.
وفيها عزل الحاجب الكبير بدمشق؛ برد بك تفاح، الذي ولاه العادل.
وفي ليلة الجمعة خامس عشربه احترق سوق النحاسين، تحت قلعة دمشق، والربع فوقه من شرقي المدرسة التغرورمشية، إلى آخر جسر الزلابية ولم يصل لعمارة القاضي الشافعي.
وفي بكر يوم الاثنين ثامن عشره دخل من مصر إلى دمشق نقيب قلعتها الجديد، عوضاً عن يلباي، الذي كان أرسله العادل.
وفي يوم الأحد رابع ذي الحجة منها، وصل خاصكي من مصر إلى دمشق، بالبشارة بقطع رأس الملك العادل طومان باي، في يوم الاثنين رابع عشر ذي القعدة، وصحبته مرسوم شريف بتصديق بشارته، وأخبر بعض الحجازيين الآتين من مصر صحبة الخاصكي المذكور، أن الذي ألجأ طومان باي على هربه من القلعة في رمضان، أن بعض الناس أظهر بمصر، أن قانصوه خمسمائة ظهر، وكبروا لذلك فرحاً وقت المغرب، فنزل من القلعة جميع من يأكل السماط، ولم يبق مع العادل أحد، فهرب خوفاً من باب آخر للقلعة، واختفى، فتحيل عليه جماعة وتوصلوا إليه، وحسنوا له أن يعود إلى الملك، فظهر لبعضهم، فهجم عليه جماعة، منهم الأمير أرزمك خازندار جان بلاط، وبيده السيف مصلتا، فقال له: أين جان بلاط؟ فعلم أنه مقتول، فهرب إلى فوق جدار ورمى بنفسه، فنزل إليه المذكور وقطع رأسه، وأتوا به إلى الأشرف الغوري فعلقه على قلعة مصر.
وأخبر هذا البعض من الحجازيين أن الملك الظاهر قانصوه، خال الناصر، حي باق، وهو مقيم ببرج يسبك الدوادار بالإسكندرية، وقد كان أشيع أن العادل أرسل قتله؛ وقبل هذا الخاصكي بخمسة أيام، دخل من مصر إلى دمشق، الأمير قانصوه الفاجر، الذي كان نائب صفد، حاجباً كبيراً بدمشق، عوضاً عن برد بك تفاح، الذي كان العادل ولاه.
وفي هذه الأيام وصل كتاب من مصر إلى دمشق من ابن الخشاب الطرابلسي، المعروف بمصر بصبي تمراز، يخبر فيه بأن القاضي علاء الدين بن موسى الحموي الحنفي، الذي سافر إلى مصر بعد عزله من نيابة الحنفي بدمشق، قد ولي قضاء طرابلس مستقلاً، وأن نقيب الأشراف بدمشق كان، المعروف بها بالزهري، وبمصر بان حسبي الله؛ استقر في قضاء الشافعية بطرابلس أيضاً، وفي كتابة سرها أيضاً، والحالة أنه رجل جاهل، فلا قوة إلا بالله.
ثم بعد ثلاثة أيام أظهر السيد إبراهيم، الذي كان نقيب الأشراف قبله، مرسوماً شريفاً من