هذه شهاب الدين أحمد، وكان قد كف بصره في آخر عمره، وكان شاهداً على بابها قديماً، وكان مشاركاً في عدة أشياء، رحمهما الله تعالى.
وفي يوم الاثنين رابع عشريه شاعت الأخبار بأن العسكر انكسر كسرة فظيعة وقتل أناس كبار، أخبر بذلك مملوك شادبك أمير كبير الشام؛ ثم تبين أنه قتل الدوادار الكبير يشبك الظاهري، قتله الأمير بياندر، وأخذ رأسه معه، مع جماعة من النواب، منهم قانصوه اليحياوي نائب الشام، ومنهم جاني باك ألماس نائب صفد، إلى يعقوب باك بن حسن باك بن قرا أيلوك بمدينة تبريز، ثم أفلت نائب الشام هذا فدخل حلب في رجب سنة ست، فعزل من الشام ونفي إلى بيت المقدس.
وفي يوم الأربعاء سادس عشريه كان آخر تشرين الثاني.
وفي يوم الخميس سابع عشريه دخل زين الدين بن عبد الرحمن بن دلامة ناظر الجوالي بخلعة، بعد أن نزل بتربة تنم. وفي يوم السبت تاسع عشريه وصل مملوك من مماليك النائب، وأخبر بأخبار مزعجة عن العسكر. وختم على موجود النائب، ورفع جند دواداره، ومحمد دوادار الدوادار، للقلعة.
وفي يوم الأحد مستهل شوال منها، عيّد الناس، وكانوا صلوا التراويح في ليلته، ولم ير الناس الهلال إلى رق واحدة، وإذا هم يكبرون في المآذن، وذكر أن اثنين جاءا إلى عند علاء الدين البصروي من أهل قبر عاتكة، وهو في صلاة التراويح بالجامع الأموي، وشهدا بأنهما رأياه وجماعة من كفر سوسيا.
وفيه هلك النجم السامري الطبايعي وله مدة في ذلك، وكان قد تقدم فيه، وله مدة ضعيف؛ ورؤيت له مقامات حسنة تدل على أنه ختم له بخير، والعلم عند الله، وأعقب ولدا نجيباً في الطب.
وفي يوم الاثنين ثانيه نزل السراق على محمد بن المزلق، وجرحوا بوابه، ولم يجدوه في البيت، وأخذوا صندوقاً فيه أشياء كثيرة جليلة.
وفيه دخل شادبك أمير كبير الشام، من جهة حلب، وفي أناس قلائل جداً، على هيئة زرية، وهو ضعيف في محفة. وفيه جاء مرسوم بأنه عين أربع مقدمين، وترك معهم، عونة للعسكر.