للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

محمد شاه بن قاسم الحلاق، واشتهر ببيت السنجاري.

وفي هذه الأيام خلع نائب الغيبة على جماعة من مشائخ الحارات.

وفي ليلة الأربعاء، بعد عشائها، ثالث ربيع الأول منها، أتى جماعة من الغوغاء إلى زاوية الخوارزمية، تحت كهف جبريل بالجبل، فأخذ اثنان منهم في طعن شيخنا محمد العجمي، الشهير بالطواقي، بالسكاكين في مواضع كثيرة، ثم ذبح، فقامت الأصوات، فذهبوا عنه خوفاً، فضمته زوجته وابنتاه إلى جانب من الزاوية، وذهبوا عنه إلى أقرب بيت إلى الزاوية، فعاد الغوغاء إليه فأخذوا رأسه، قيل وقلبه أيضاً، ورموا جثته بالبئر بالزاوية؛ فلما طلع النهار جاء الناس إليه، فلم يجدوه، ثم رأوه بالبئر فأخرج وغسل وكفن ودفن بالزاوية.

فكثر الأمر والكلام فيه، فنودي من قبل دوادار السلطان، بالأمان، وأن لا يتكلم أحد فيما لا يعنيه، فغلب على ظن الناس أن قتله كان بإشارة الدوادار المذكور، فإن المقتول كان النائب يكرهه، وكان يتكلم في المظلومين وينصرهم، ويراجع الدوادار وغيره، فلما مات النائب طمع فيه وسلط عليه هذه الغوغاء من الزعر، وخرج الحشدية إلى موجوده من مؤن بيته، فأخذوه وتركوا زوجته وابنتيه؛ وقرر السراج بن الصيرفي نائب الشافعي في نظر الزوية لابن البقاعي، ووقفها حمام العين، شرقي الشامية البرانية.

وفي يوم الخميس رابعه كان عيد الجوزة.

وفي مات الظالم السمسار الشهير بأخي جوهر، تنقب للمحتسب، وتعاون للظلمة مراراً.

وفي يوم السبت سادسه سافر قاضي الحنابلة المنفصل نجم الدين بن مفلح.

وفي عشية الخميس حادي عشره ذهب أكبر أعوان الظلمة، محد بن الأقفالي، إلى ميدان الحصى، ليسعى في ترتيب مال على أهل المحلة، لكونهم قتلوا أحد العوانية، محمد شاه بن قاسم الحلاق المتقدم، فلما رجع وصار قرب المزار المشهور بصهيب الرومي، خرج عليه وعلى من معه جماعة، فضربوه بالسكاكين ثم السيف فأعدموه، ومشاة أخر ممن معه، ثم سحب إلى قرب باب المصلى، ثم حمل في نعش إلى قرب نصف المصلى فانخرق النعش به، فسقط، ثم سحب وأدخل به من أحد أبواب المصلى إلى أن وضع بنهير قليط

<<  <   >  >>