وفي ليلة السبت ثالث عشره سافر المتسلم المذكور إلى مصر.
وفي يوم السبت ثالث عشره دخل من مصر إلى دمشق خير بك، أخو قانصوه البرجي، واشتخر بأنه نائب حلب؛ ودخل صحبته نائب القدس بجماعته، ونائب غزة بجماعته؛ وخل صحبتهز قاضي الحنابلة بدمشق النجمي بن مفلح.
وكان متسلم سيباي، المنفصل عن نيابة حلب، قد وصل إلى مصطبة السلطان، فأصبح يوم الأحد رابع عشره دخل دمشق عل عادة أمثاله، فلما استقر باصطبل السلطان، وذهب عنه الحاجب الكبير قانصوه الجمل وغيره، وذهبوا إلى قصر السلطان، إلى عند خير بك، هاش مماليكه الحاضرون، وحضرت طائفة من عند خير بك وسلوا السيوف، وضربوا في حاشية المتسلم، ونهبوا ثقلهم، ودخل طائفة منها إلى المتسلم عقب جلوسه بحضرة القضاة، وخرجوا به إلى قصر السلطان إلى عند خير بك.
كان ذلك والقلعة محصنة بآلة الحرب، ونائبها طومان باي بالشباك ناظر له؛ ثم بعد ساعة، وقد أتى به جماعة من الترك وهو راكب على هيبته، فدخلوا إلى القلعة من باب الفرج بإشارة نائبها لهم بذلك، ثم نودي بالأمان، وأن أي من ظلم أو قهر فعليه بملك الأمراء خير بك.
وفي يوم الجمعة رابع عشريه، عقب صلاتها بالجامع الأموي، صلي غائبة على قاضي المالكية بصفد، الشيخ العالم جمال الدين عبد الله السبتي، وأخبر أحد ولديه الزيني عبد القادر، الحاضر بدمشق، وأن ميلاده سنة إحدى وأربعين وثمانمائة، وأن وفاته بصفد يوم الأربعاء ثامن عشره.
وفي هذه الأيام صح أن أول رجب الأحد لا الاثنين.
وفي يوم الأربعاء خامس عشريه وردت الأخبار بمصر بالقبض على أتابك العساكر قيت الرجبي، وحبس بالإسكندرية، ومعه ابن سلطان جركس، وبالقبض على أخيه طراباي دوادار السلطان بدمشق، العامل على قتل الشيخ الطواقي، فرفع إلى قلعة دمشق؛ فنودي له بذلك؛ كل ذلك وخير بك نائب حلب نازل بقصر السلطان، وحوله نائبا القدس وغزة، ومعهما نائب صفد، ونائب حماة الهارب من دولتباي، وطرابلس شاغرة.
وفي هذه الأيام اشتهر تولية قانصوه روح لو نائب غزة، الذي أتى صحبة خير بك نائب حلب، نيابة طرابلس؛ وتولية