للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حولها من القرى، وزعر بقية حارات دمشق، وأخذوا من أموال الناس شيئاً كثيراً، وأولموا لهم الطعام، وساعده الأمير أركماس الذي أتى إلى دمشق قريباً، معزولاً، لم يعط مناه من تولية نيابة الشام، وأعاره شيئاً كثيراً من آلة الحرب، ثم خرجوا أطلاباً أطلاباً، بترتيب يعجز عنه أرباب الدولة، حتى عرضوا بالميدان الأخضر، فاستقل الترك بأنفسهم، وخلع على أبي طاقية وجماع أخر، ثم رجعوا وقد شاطوا وعاطوا في طلب نفقاتهم من الناس، ولم يبق للترك عندهم حرمة، فلا قوة إلا بالله.

وفي يوم الأحد سادس عشره ركب الأمير قلج متسلم دمشق وألبس جماعته، وخرج معه مشاة أرسلهم له ابن الحنش، ودار بهم حول دمشق، وبين يديه مناد ينادي بالأمان، وترك حمل السلاح، وأن لا يتعدى أحد على أحد، وتهدد أهل دمشق بأن العدل لا يعجبهم، وتوعد المجرمين لما رأى من أكابرهم الغوغاء في العرض، وأخذ أموال الناس بالصدم تارة، والقهر أخرى، فخافوا حينئذ، واطمأن الناس بعض الشيء، سيما وشاع بدمشق خروج النائب من مصر، والله أعلم بصحة ذلك.

وفي يوم الاحد ثالث عشريه، وهو أول كانون الأول، تواترت الأخبار بأن نائب حلب سيباي المعزول منها، يحاصر قلعتها، وأن دولتباي بحماة قد استخدم خلقاً كثيراً، فوجل أهل دمشق ووقف حالهم.

وفي يوم الاثنين رابع عشريه أشاع نائب القلعة والمتسلم وغيرهما، بأن نواب السلطان لدمشق وحلب وطرابلس، وعسكر السلطان بمصر، خرج الجميع منها قاصدين كفالاتهم، ودقت البشائر بذلك بدمشق، وكبست الخمامير.

وفي ليلة الثلاثاء خامس عشريه هجم الحرامية على سوق المارستان الخلعيين، وأخذوا من حانوت واحد مالاً عيناً وقماشاً بنحو ألف دينار.

وفيها احترق حانوت بسوق قصر حجاج، قبلي النخلة، شمالي خان ابن الحارة، وتدارك الناس النار فلم يحترق غيره.

وفي يوم الخميس سادس عشريه ورد مرسوم شريف بعزل المتسلم المتقدم ذكره، وأن يرجع إلى مصر؛ وشاع تولية سيباي المنفصل عن حلف كفالة دمشق، وقيل أن السلطان كان قد انعم عليه بها، فلما بلغه محاصرة قلعة حلب عزله؛ وأن قيت الرجبي اختفى من مصر؛ وأن الأتابكية الكبرى عينت لسودون العجمي، المنفصل متسلمه عن دمشق.

وفيه نودي بنيابة الغيبة للحاجب بدمشق، قانصوه الجمل.

وفي يوم الثلاثاء تالسع رجب منها، وصل من مصر شهاب الدين بن أحمد بن بري، وأخبر

<<  <   >  >>