للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والصوالحة.

وفي هذه الايام شاع بدمشق أن الله قد أهلك من أهلك الحرث والنسل، دوادار السلطان بمصر أزدمر.

وفي ليلة الجمعة أول جمادى الآخر منها، نزل جماعة على الناصري محمد بن جان بقرية بابيلا وقتلوه، وسمى القاتل نفسه بهميل، فعرف حينئذٍ، وهو من جماعته قديماً، ثم تغير عليه.

وفي برز النائب إلى مصطبة السلطان، وخرج معه القضاة ودوادار السلطان بدمشق، على نية السفر والتجريدة للخارجي الصوفي، ثم سافر يوم الخميس سابعه.

وفي يوم الجمعة سلخه رجع القاضي الشافعي من سفره إلى دمشق، وقد كان توجه مع النائب.

وفي يوم الاثنين ثالث رجب منها، أتى الشهاب بن بري إلى شيخنا المحيوي النعيمي، وبشره بأن القاضي الشافعي فوض إليه، وأشار عليه بالاجتماع به من كل بد بقدومه، فاجتمع به يوم الثلاثاء، فسلم عليه، وبعده ألزمه بحضور النوبة يوم الأربعاء غداً، فتأخر عن المجيء يوم الأربعاء، فأرسل قاصده إليه، فأتى إليه وعنده دواداره تقي اليدن بن طالوا، وأخوه علاء الدين، واستاداره، ناصر الدين القدسي، فتلقوه بالترحيب، وسأله القاضي الشافعي عن سبب الإبطاء، فأظهر أن السبب عدم إرادته لذلك، فألزمه بالمباشرة، وفوض إليه، وباشر.

وفي أواخر هذا الشهر قد كثر قتل الأنفس، لغيبة نائب دمشق عنها، ورميات الأموال من دوادراه نائب الغيبة على الناس بسبب ذلك، وقد ضاع الأمر، ولم يتكلم أحد من الأكابر.

وفي ليلة الثلاثاء حادي عشر رجب منها، أتى جماعة إلى الشاب علي بن عبد القادر بن قرنبع، أحد العرفاء، وضربوه بالسكاكين، وتركوه ميتاً على باب أبيه، بمحلة قصر حجاج.

وفي هذه الأيام رجع من عند النائب بحلب جماعة من أرباب الدولة، منهم الأمير الكبير، ودوادار السلطان.

وفي يوم الخميس عشريه دخل من مصر إلى دمشق محب الدين الأسلمي، لموت ولده الرجل، ومعه عدة وظائف، منها كتابة السر، ونظر الجيش، وعداد التركمان، ونظر القلعة.

وفي هذه الأيام كثر جلب المماليك الجراكسة من بلادهم إلى مصر، وكلما مروا بدمشق نهبوا ما قدروا، فتغلق الأسواق، فيقفون في الطرق يأخذون عمائم وشدود، وغالبهم كبار بذقون.

وفي يوم الخميس سابع عشريه فوض القاضي الشافعي نيابة إمامة الجامع الأموي، بعد

<<  <   >  >>