للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيهدم، سواء طال عهده أو تجدّد، ولكن الأمراء مختلفة، انتهى؛ وانفضّ المجلس على ذلك.

وفي هذه الأيام وجد أن أحد المعدلين بدمشق، محبّ الدين بركات بن ... ، سقط بخلوته بالمدرسة الشامية البرانية مقتولاً، وفيه نحو العشرين ضربة بالسكين، وقد انتفخ وفاحت رائحته على جيرانه، ولم يعلم من قتله. - وفيها قبض الخاصكي المتقدم ذكره على سفيهه وفاجره المتجرّيء بسببه، قاضي بيروت، الذي ورد معه لمصادرة جماعة، فقلبه الله عليه وقبض عليه في قيد وزنجير، وطلب شهوداً في ضبط موجوده، في بيته وعند زوجته، وفرح بذلك من يعرفه، ومن لم يعرفه، لفجوره وتجرؤه ولله الحمد، وبلغني أن القبض عليه كان يوم الأربعاء ثاني هذا الشهر.

وفي يوم الأربعاء حادي عشره خرج من دمشق قفل إلى مصر، وقد حمل كاتب السرّ وناظر الجيش المحبّ الأسلمي، الآلات التي كان عمّر بها الجدار الذي أفتى بهدمه السيد الكمالي، مفتي دار العدل، فهدمه قاضي المالكية بدمشق خير الدين، وتجرّأ عليهما بذلك كاتب السرّ المذكور، وكاتب في ذلك جميع من أنكر الهدم بغير دعوى الشريف، فورد المرسوم بتحرير ذلك للنائب والقضاة، والذي حطّ عليه الأمر حكاية كلام منكري القدم، وحكاية كلام من أثبته.

وحمل هذه الآلات على عدّة اثني عشر جملاً، وأرسلها إلى مصر، ليقف للمقام الشريف بها، وتشخّص قدّامه، وقد كان جمع قاضي المالكية خير الدين، الهادم، عظام الموتى، التي أخرجت من تحت الجدار، في علب وختم عليها، وختم النائب عليها معه، وسافر بإذن النائب له في يوم الجمعة ثالثه إلى مصر.

وفي هذه الأيام سافر النائب من دمشق إلى مرج الغوطة، وقد كتب في محاضر الفريقين خطّه، وكذا جميع أرباب الوظائف وغيرهم، ممن يشار إليه بها. - وفي يوم الاثنين رابع عشره أتى إلى باب القاضي الشافعي محضر كلام من أثبت القدم ليكتب عليه، وكان القاضي الشافعي راكباً، فأتى قاضي الحنابلة إلى الباب المذكور ماشياً عجلاً، فأخذه من يدي الشهاب الحمراوي، والشهاب ابن المؤيد، بحضرة المحيوي النعيمي، ثم قام في الحال فظن أنه حدث من السلطان، أو النائب، شيء، واتصل به، ففعل ذلك.

<<  <   >  >>