فهد المكي صلاة الغائب، وهو من بيت كبير بمكة المشرفة، وله رحلات في طلب الحديث لمصر ودمشق وحلب وغيرها، وترجمته طويلة ذكرتها في غير هذا الموضع.
فيه توفي برهان الدين إبراهيم الآمدي الصالحي الحنفي، كان من أكابر الناس، وبيده وظيفة استيفاء الأوقاف، وكان فيه إنسانية لصحبته للكبار.
وفي يوم الأحد خامس عشره جاء كتاب السيد إبراهيم بن عجلان من القاهرة بأن ابن الفرفور ولي قضاء الشافعية بدمشق، عن صلاح الدين العدوي، مضافاً لنظر الجيش، ووكالة السلطان، ونظر القلعة، باثنين وثلاثين ألف دينار؛ وكان صلاح الدين ذهب لبيت الدوادار ومعه عشرة آلاف دينار، فلم يمض له، ورسم عليه بسبب ذلك، هكذا قيل.
وفي يوم الخميس تاسع عشره طلع مولانا الشيخ تقي الدين لعمارة جسر ابن شواش، الراكب على نهر بردى بالوادي الفوقاني، ومعلم وفعلة وقنبايلة وشواة، وغيرهم نحو العشرين نفساً.
وجاء مرسوم للحاجب من القاهرة بسبب القاضي الحنبلي، وفيه أنه اتصل بمسامعنا كيت وكيت، فقرئ عليه، ثم بعد ذلك طلب منه ألفا دينار، إما أن يقوم بها، أو يودع بالقلعة، أو يضمن عليه، فطلبه ورسم عليه ترسيم حشمة؛ فطلب الحنبلي شهاب الدين بن المحوجب، وشمس الدين الواعظ الحنفي، واتفق الحال على أن يضمن عليه، فضمنه شمس الدين المذكور والشهاب بن الصميدي، وشمس الدين الحداد، والرجيحي قريبه، وغيرهم، على ذلك، وتوزعوها، وطلع إلى بيته بعد العصر.
وفيه جاء مرسوم آخر للسيد علاء الدين بن نقيب الأشراف، أن يحضر للقاهرة، طيب القلب منشرح الصدر، وذكر أنه لأجل وظيفة قضاء الحنفية بالقاهرة.
وفيه قيل توفي تقي الدين البقاعي، الشاهد بالشامية؛ وتقي الدين أبو بكر بن المدني، أحد أصلاء الصالحية وكان والده كاتب السر بدمشق.
وفيه جاء الخبر بأن صلاح الدين العدوي على ما هو عليه من الوكالة ونظر القلعة، وابن الفرفور على القضاء ونظر الجيش، بستة وعشرين ألفاً.
وفيه سافر الشيخ نور الدين الحلي الشافعي للقاهرة.
وفي يوم الأحد ثاني عشريه انتهت عمارة جسر ابن شواش.
وجاء مبشر النائب بأنه وصل للرملة؛ ومبشر القاضي بن الفرفور، وهو يونس مملوك القطبي الحلبي، بقضاء القضاء،